كنا خمسة او ستة من الاصحاب نستقل جيب المازدا يوميا من نيوجيرسي حيث اقامتنا الى بنسلفانيا حيث العمل ... كانت الرحلة كل ايام العمل ... نبدأها قبيل بزوغ الشمس لتستغرقنا ساعة او ازيد قليلا , نتوقف عند مقهانا المعتاد ليتناول الجميع فطورهم الا اياي فانا الاكبر سنا والاقل اجرا والاكثر حيطة اتناول فطوري الاقل تكلفة في البيت , وتنطلق المازدا وتنطلق معها ندوة النقاش في كل ما هو ممتع لعقولنا المتقاربة فكريا كانت المواضيع تتراوح بين " مقدار الفروق بيننا والامركيين ... وكيف سيكون شكل سيناريو اضمحلال امريكا " و " وهل يتعين على الكائن الحي متعدد الخلايا ان يكون ثلاثي الابعاد "... وفي هذه الاثناء كان بعضنا يعوض ما فاته من نوم ... الى ان يصل النقاش الى ما يستثيره فيدلي بموافقة او اعتراض وبعض الاستدلال ويكمل نومه ... كانت هذه سيرة كل الايام .
كانت الايام تمر برتابة ... ولكنها رتابة حلوة لما فيها من تغير لامكنة العمل باستمرار ومشاهدات شيقة يوميا ... كان عملنا في جبال البوكنو ... طبيعة بكرخلابة في بحيراتها ومرتفعاتها وغاباتها وحيواناتها ... وكان العمل يسير بسلاسة اغلب الاحيان ... وان تعثر فان اقصى مردود كان حزننا على حزن صاحب العمل عل خسارتة في يومه .
كنا نعرف حالة امريكا تجاه الارهاب من اشارات تحذير لونية تظهر على شاشة التلفزين تنذر الناس بحالة البلد ... وكان الاتفاق بيننا ... ان وصل لون التحذير لبعض الخطورة ... ان ندعي لاي سائل عن هويتنا بأننا اتراك ... علما منا ان الاتراك لا يثيرون الريبة كما العرب عند الامريكان ... وظنا منا انهم لن يستطيعوا التمييز بين العربي والتركي ... والسبب الاوجه هو ان اغلب الصحبة تجيد التركية وتعرف تركيا بحكم الدراسة هناك ... على اية حال ... كانت تلك مقدمة لما حدث يوما .
في يوم ... كنت واقفا ( بحكم طبيعة العمل ) في تقاطع لثلاث طرق ريفية ... يتجه نحوي رجل خمسيني ... يحييني الرجل ويسألني سؤال الفضول عن مسيرة عملنا ... ومن كلماتي الاولى استنتج الرجل باني لست امريكيا .فسألني
- من اين انت يا صاح ؟
- من نيوجيرسي
- لا ... اقصد بلدك الاصلي
- تركيا
- جيد ... جيد ... انا اقرأ لباموك (حاز نوبل لاحقا) الان ... باموككم هذا رائع ... هل تعلم ان كتابه الاخير هو الاكثر مبيعا الان ؟ يا له من عبقري !!! اقرأت كتابه الاخير ؟
- لا
- الم تقرأ له ؟
- لا
- ولكنك سمعت عنه بلا شك ؟
- لا... لقد غادرت تركيا منذ زمن ... وانقطع الاتصال
غادرني الرجل وهو يلوح بيده غاضبا ... فأنا في نظره اما جاهل او كاذب اوكليهما ... وهكذا اكملت يومي ممتعضا مغيظا لائما نفسي ... وحلفت اغلظ الايمان بأني لن اكرر هذه الكذبة ثانية ... وليحدث ما يحدث ... واخذت استعد لمقابلة الامريكي التالي ... وكيف سأعلن عن هويتي وليحدث ما يحدث وكيف سأحدثه عن نجيب محفوظ ومحمود درويش واودونيس .
بعد ايام قليلة جائني الامريكي التالي ...
- مرحبا يا صاح
- مرحبا
- من فين الحلوين
- من مصر
- واو ... يا لروعة الكاريبي
- مصر ... مصر ليست في الكاريبي ... شمال شرق افريقيا
- افريقيا ... حياة مع الاسود ... رائع
- مصر ... الفراعنة ... الاهرام !!!
- مصر ... الاهرام ... اة ... كم جمل لديك ؟
كانت الايام تمر برتابة ... ولكنها رتابة حلوة لما فيها من تغير لامكنة العمل باستمرار ومشاهدات شيقة يوميا ... كان عملنا في جبال البوكنو ... طبيعة بكرخلابة في بحيراتها ومرتفعاتها وغاباتها وحيواناتها ... وكان العمل يسير بسلاسة اغلب الاحيان ... وان تعثر فان اقصى مردود كان حزننا على حزن صاحب العمل عل خسارتة في يومه .
كنا نعرف حالة امريكا تجاه الارهاب من اشارات تحذير لونية تظهر على شاشة التلفزين تنذر الناس بحالة البلد ... وكان الاتفاق بيننا ... ان وصل لون التحذير لبعض الخطورة ... ان ندعي لاي سائل عن هويتنا بأننا اتراك ... علما منا ان الاتراك لا يثيرون الريبة كما العرب عند الامريكان ... وظنا منا انهم لن يستطيعوا التمييز بين العربي والتركي ... والسبب الاوجه هو ان اغلب الصحبة تجيد التركية وتعرف تركيا بحكم الدراسة هناك ... على اية حال ... كانت تلك مقدمة لما حدث يوما .
في يوم ... كنت واقفا ( بحكم طبيعة العمل ) في تقاطع لثلاث طرق ريفية ... يتجه نحوي رجل خمسيني ... يحييني الرجل ويسألني سؤال الفضول عن مسيرة عملنا ... ومن كلماتي الاولى استنتج الرجل باني لست امريكيا .فسألني
- من اين انت يا صاح ؟
- من نيوجيرسي
- لا ... اقصد بلدك الاصلي
- تركيا
- جيد ... جيد ... انا اقرأ لباموك (حاز نوبل لاحقا) الان ... باموككم هذا رائع ... هل تعلم ان كتابه الاخير هو الاكثر مبيعا الان ؟ يا له من عبقري !!! اقرأت كتابه الاخير ؟
- لا
- الم تقرأ له ؟
- لا
- ولكنك سمعت عنه بلا شك ؟
- لا... لقد غادرت تركيا منذ زمن ... وانقطع الاتصال
غادرني الرجل وهو يلوح بيده غاضبا ... فأنا في نظره اما جاهل او كاذب اوكليهما ... وهكذا اكملت يومي ممتعضا مغيظا لائما نفسي ... وحلفت اغلظ الايمان بأني لن اكرر هذه الكذبة ثانية ... وليحدث ما يحدث ... واخذت استعد لمقابلة الامريكي التالي ... وكيف سأعلن عن هويتي وليحدث ما يحدث وكيف سأحدثه عن نجيب محفوظ ومحمود درويش واودونيس .
بعد ايام قليلة جائني الامريكي التالي ...
- مرحبا يا صاح
- مرحبا
- من فين الحلوين
- من مصر
- واو ... يا لروعة الكاريبي
- مصر ... مصر ليست في الكاريبي ... شمال شرق افريقيا
- افريقيا ... حياة مع الاسود ... رائع
- مصر ... الفراعنة ... الاهرام !!!
- مصر ... الاهرام ... اة ... كم جمل لديك ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق