الثواب والعقاب عند الهندوس
يقول الهندي إن الحياة لا يمكن فهمها إلا على افتراض أن كل مرحلة من مراحل وجود النفس تعاني العذاب أو تتمتع بالثواب , جزاء لما وقع من النفس في حياة ماضية من رذيلة أو فضيلة
إذ يستحيل على أي فعل كبير أو صغير , خير أو شرير , أن يمضي بغير اثر , إن كل شي لا بد له من اثر يظهر ذات يوم , ذلك هو قانون( كارما) - ومعناها قانون الفعل – أو قانون السببية في دنيا الروح , فإذا أقام إنسان العدل , وكان رحيما دون أن يقترف خطيئة , فيستحيل أن يجيء جزاؤه في مرحلة واحدة فانية من مراحل الحياة , بل يمتد نطاقه إلى حيوات أخرى يولد فيها ليكون ذا مكانة أعلى وحظ أوفر ,أما إن عاش حياته عيش الرذيلة ,أعيدت ولادته في حياة تالية منبوذا (الطبقة الدنيا في سلم الطبقات الهندي) آو ابن عرس أو كلبا .
وهكذا فليس (كارما) و(القدر) بشيء واحد , لأن القدر يتضمن عجز الإنسان عن تقرير مصير نفسه , أما كارما فتجعل الإنسان (إذا أخذنا كل حيواتة جملة واحدة) خالق مصير نفسه.
ليست الجنة والجحيم بخاتمة ينتهي عندها فغل (كارما) وهو سلسلة الولادات والميتات , نعم إن الروح بعد موت جسدها ,يجوز أن ترسل إلى الجحيم لتلقى عذابها على جرم بعينة ,أو أن ترسل إلى الجنة لتنعم بجزاء سريع على فضيلة بذاتها , إذا فهما فردوس وجحيم مؤقتين .
إذا فهذا المذهب صادق من ألوجهه البيولوجية إلى حد كبير , فمن منا يستطيع أن ينكر وجود ذرات في جسمه تنتمي لكائنات حية عاشت منذ عصور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق